بعد تسجيله أرقاماً قياسية.. كيف تستثمر في الذهب 2025 و2026؟.. الخبراء يجيبون

يسجل الذهب أسعاراً قياسية في الفترة الأخيرة، وقد ارتفع المعدن الثمين بأكثر من 40% منذ بداية عام 2025، ما طرح سؤالين رئيسيين: هل ستستمر السوق الصعودية للذهب في الفترة المقبلة؟ وما أفضل استثمارات في الذهب في الفترة الحالية. استطلعت «CNN الاقتصادية» آراء بعض خبراء الاقتصاد بشأن توجهات أسعار الذهب في الفترة المقبلة، وكم يجب أن يخصص الشخص نسبة من ميزانيته للاستثمار في الذهب؟ وكيف يقيمون الاستثمارات المختلفة في الذهب؟

أسعار الذهب إلى أين؟ قال رئيس الأبحاث في مجموعة إكويتي، أحمد عزام «الأساس المنطقي لنهاية 2025 يضع الذهب في نطاق 3900 إلى 3990 دولاراً، ولعام 2026 قد يبدو أن قاعدة العمل حول 4300 دولار مع زيادة أو نقصان 200 دولار تبدو معقولة طالما بقيت العوامل نفسها قائمة، خاصة مع التضخم المخيف والذي يمكن تشبيهه بتضخم السبعينيات لو شكل موجة جديدة من تسارع الأسعار».

وفي السياق نفسه توقع كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، ميشيل صليبي أن «يتخطى سعر أوقية الذهب مستويات الـ4 آلاف دولار في الفترة المقبلة في حال بقاء العوامل المؤثرة في السوق حالياً دون تغيير».

من جانبه، توقع المحلل الاقتصادي دانيال البنا أن يصل الذهب إلى مستوى 4 آلاف دولار للأوقية مع نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنه في حال استمرار التطورات السياسية والتصعيد العسكري بين روسيا والدول الأوروبية، إضافةً إلى تفاقم الدين العام الأميركي، فقد يشهد عام 2026 ارتفاعات أكبر في أسعار الذهب.

شراء سبائك الذهب والمشغولات الذهبية وأضاف البنا أن السبائك أو الأوقيات تُعد خياراً أفضل للاستثمار طويل الأجل مقارنة بالمشغولات الذهبية، إذ تتحمل الأخيرة تكلفة إضافية تتعلق بالتصميم والمصنعية.

وتابع البنا أن التطورات العالمية والاقتصادية الحالية تضع المستثمرين في بيئة عالية المخاطر، وهو ما يعزز دور الذهب والملاذات الآمنة في المحافظ الاستثمارية، حيث قد ترتفع نسبتها إلى نحو 20% كحد أقصى.

وأضاف أن السبائك تمثل خياراً استثمارياً طويل الأجل وأداة فعّالة للتحوط ضد التقلبات والتضخم في المستقبل.

صناديق التداول في الذهب ويرى كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، ميشيل صليبي أن «الذهب في ظل الظروف الحالية ينبغي أن يمثل بين 20 و25% من المحفظة الاستثمارية».

وبخصوص صناديق الذهب المتداولة قال صليبي «المستثمر -إن كان الفرد أو مؤسسة- الأفضل له أن يستثمر بصندوق الاستثمار خصوصاً إذا كانت كميات كبيرة أو كان يتبنى الاستثمار بشكل دوري سواء شهري أو أسبوعي بمبالغ صغيرة، لهؤلاء الأفراد أرشح أن يستثمروا بصندوق الاستثمار». وأضاف صليبي «صناديق الاستثمار المتداولة يمكن أن تكون أسهل وأكثر تهيئة من ناحية الأمان ومن ناحية التأمين للذهب المشترى بغض النظر عن المبلغ المستثمر»، معقباً «كما أن عملية تسييل الذهب حال الحاجة أكثر سهولة».

وقال كبير محللي الأسواق المالية في FxPro «الذهب المادي طالما كان يشكل جزءاً كبيراً من الاستثمار خاصة عندما كانت الأسعار أرخص وكان الطلب مضموناً وكان الحصول على الذهب مضموناً بعكس ما يحدث حالياً، فالأسعار ترتفع بشكل كبير وهذا يعني أن رأس المال المطلوب حالياً يختلف كلياً عن الفترة الماضية».

وأوضح صليبي «في تقييمي الأنسب حالياً للاستثمار في الذهب هو الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة».

وفي السياق ذاته قال رئيس الأبحاث في مجموعة إكويتي، أحمد عزام «صناديق الذهب المتداولة هي عمود الكفاءة: سيولة لحظية وتكلفة معروفة، ما يجعلها مركز الثقل لمعظم المستثمرين، أُفضّلها كأداة إدارة انكشاف بين 15 و20% من المحفظة الاستثمارية».

وأضاف عزام «بيانات مجلس الذهب العالمي تُظهر سلسلة أشهرٍ من التدفقات الإيجابية على هذه الصناديق في 2025، في إشارة إلى أنّ المال المؤسسي يُثبّت السرد. هذا لا يعطي حصانة من التصحيحات لكنه يرفع عتبة الانعكاس التصحيحي ويجعل الهزّات فرص إعادة وزن لا إشارات خروج في حالة الذعر».

أسهم شركات التعدين في الذهب وتابع عزام «أسهم التعدين هي طبقة الرافعة فهي تكبّر المكسب وتكبّر الضجيج. عندما يقف السعر الفوري عند مستوياتٍ تاريخية بينما تبقى تكاليف الاستخراج الشاملة أدنى بكثير، تتّسع الهوامش التشغيلية ويقفز الربح لكل أوقية، لكن مخاطر التشغيل والانضباط الرأسمالي والدورات المحلية للبلدان المنتجة تجعل هذه الطبقة ملائمةً فقط لمن يقبل التذبذب ويعمل بقواعد صارمة لإدارة المخاطر».

وأوضح عزام «عملياً، أميل إلى مزيجٍ يقوده كبار المنتجين منخفضو التكلفة مع جزء من شركات حقوق الامتياز لتخفيف مخاطرة التشغيل وأُبقي الانكشاف الكلي على المنقّبين ضمن 2 إلى 7% فقط من المحفظة الاستثمارية».

وقال صليبي: «أسهم شركات التعدين تناسب من يبحث عن عوائد أعلى لكن مع قبول مستوى أكبر من المخاطرة، لأنها لا ترتبط فقط بسعر الذهب وإنما أيضاً بأداء الشركة نفسها. لذلك، أرى أن النسبة الأقل يجب أن تُخصّص لأسهم التعدين، بينما تكون النسبة المتوسطة للسبائك، والأكبر لصناديق الاستثمار المتداولة».

وقال البنا «السبائك للاستثمار البعيد المدى والصناديق المتداولة هي الأكثر مرونة والأسرع في توفير السيولة، أما أسهم التعدين فهي للمستثمرين أصحاب شهية المخاطرة الكبيرة». وأضاف البنا «أهم شيء التنويع بطريقة الاستثمار بالذهب وإيجاد توازن بين الاستثمار قصير المدى والاستثمار بعيد المدى».