
أسعار الذهب في قمة تاريخية جديدة عند 3817.8 دولاراً للأوقية
سجّل الذهب مستوى قياسياً غير مسبوق عند 3817.8 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية صباح اليوم الاثنين 29 سبتمبر 2025، في صعود اعتُبر انعكاساً مباشراً لمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن يحمي ثرواتهم.
هذا الارتفاع لم يكن مجرد قفزة سعرية، بل هو رسالة واضحة تؤكد أن المستثمرين يتفاعلون مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية هذا الشهر، فضلاً عن تعثر مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
ويمضي الذهب في رالي دون توقف، ولا يختبر قمة تاريخية فحسب، بل يعيد صياغة دوره كأصل مركزي في النظام المالي العالمي، ما يجعله مرشحاً لمزيد من الارتفاعات طالما بقيت أسباب الاضطراب قائمة.
ولا يفصل الذهب عن تسجيل مستوى 4 آلاف دولار سوى أقل من مئتي دولار، أي أن هذا المستهدف بات قريب المنال خلال 2025.
هذا مشهدنا لليوم، فإلى مزيد من التفصيل:
- التوترات الجيوسياسية وتداعياتها أحداث العقد الأخير كشفت هشاشة التوازنات الدولية.
النزاعات الممتدة في أوكرانيا والشرق الأوسط، إلى جانب التوترات المتصاعدة في شرق آسيا، غذّت قلق المستثمرين من مستقبل النظام العالمي.
تعطّل سلاسل الإمداد، خصوصاً عبر ممرات استراتيجية مثل البحر الأحمر، زاد المخاوف بشأن تدفق التجارة العالمية.
- طلب البنوك المركزية المشهد المالي الدولي يشهد تحولاً جوهرياً في سلوك الدول، حيث زيادة مشتريات البنوك المركزية، خاصة في الصين وروسيا، كجزء من استراتيجية للتحرر من هيمنة الدولار بعد أن أضحى "سلاح العقوبات" أداة متكررة في الصراعات الجيوسياسية.
أزمة الديون الأميركية تمثل عنصراً آخر يثير القلق العالمي، حيث يدفع تراكم الديون بعض الحكومات إلى تقليص تعرضها لأدوات الدين الأميركية واستبدالها بالذهب كاحتياط استراتيجي.
- التضخم وتوقعات السياسة النقدية الذهب ظل على مر التاريخ درعاً ضد التضخم وفقدان العملات الورقية لقيمتها، ومع ارتفاع الأسعار عالمياً وتراجع الثقة في الدولار بسبب الرسوم الجمركية يتزايد الإقبال على المعدن الأصفر.
الأسواق باتت تتوقع أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة بنسبة أكبر من الربع نقطة مئوية، وهو ما يقلل من جاذبية الأصول ذات العوائد مثل السندات ويزيد من بريق الذهب، فضلاً عن ضعف الدولار الأميركي، الذي يسير غالباً في اتجاه عكسي مع الذهب، ما جعل المعدن أكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم.
4-الذهب.. سيد الملاذات الآمنة يمثل الوصول إلى 3819 دولاراً إشارة قوية من الأسواق، مفادها أن الثقة في الاستقرار السياسي والاقتصادي التقليدي قد اهتزت، فالذهب لم يعد مجرد خيار استثماري، بل أصبح أداة استراتيجية للدول والمستثمرين على حد سواء، في مواجهة التضخم، الديون، وتقلبات الجغرافيا السياسية.