بالأرقام والتفاصيل الكاملة: كيف أشعل قرار الفيدرالي شرارة صعود تاريخي للذهب في سبتمبر 2025؟

بالأرقام والتفاصيل الكاملة: كيف أشعل قرار الفيدرالي شرارة صعود تاريخي للذهب في سبتمبر 2025؟

التاريخ 2025-10-01 12:14:53
المصدر: تطبيق eDahab

لم يكن شهر سبتمبر 2025 مجرد فترة أخرى من التقلبات السعرية في سوق الذهب، بل كان بمثابة عاصفة مثالية اجتمعت فيها كل العوامل لتدفع المعدن الأصفر نحو قمم تاريخية لم يبلغها من قبل. من واشنطن إلى القاهرة، تابع المستثمرون والمواطنون على حد سواء رحلة الصعود الدراماتيكية التي حولت الذهب إلى حديث الساعة، وعززت مكانته كملك متوج على عرش الملاذات الآمنة.

السياق العالمي: مخاوف الركود تسبق قرار الفيدرالي

بدأ الشهر والمناخ الاقتصادي العالمي ملبد بالغيوم. التقارير الصادرة من الاقتصادات الكبرى كانت تبعث على القلق؛ تباطؤ في مؤشرات مديري المشتريات (PMI) بقطاع الصناعة في منطقة اليورو، وبيانات وظائف أمريكية أظهرت نمواً أضعف من المتوقع. هذه الإشارات غذّت مخاوف حقيقية من انزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود، وبدأ المستثمرون في سحب سيولتهم من الأصول عالية المخاطر كالأسهم.

في هذا الجو المشحون بالترقب، كانت كل الأنظار تتجه نحو اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وفي يوم 17 سبتمبر، جاء القرار الذي كان بمثابة نقطة التحول. أعلن الفيدرالي عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتستقر عند نطاق 4.00% إلى 4.25%. ورغم أن الخفض كان متوقعاً، إلا أن لهجته وبيانه المصاحب أشارا إلى احتمالية المزيد من التيسير النقدي، مما أطلق العنان للمضاربين على الذهب.

الانفجار السعري العالمي: رحلة الأونصة من 3650 إلى 3871 دولاراً

كان رد فعل سوق الذهب فورياً وعنيفاً. فبعد أن كانت الأونصة تتداول بثبات نسبي حول 3650 دولاراً في منتصف الشهر، انطلقت كالصاروخ. القرار لم يؤثر فقط على جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائداً، بل ضغط بشدة على الدولار الأمريكي، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) ليقترب من مستوى 97.3 نقطة، جاعلاً الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى.

تسارعت وتيرة الصعود في الأسبوع الأخير من الشهر بشكل محموم.

  • ففي يوم 29 سبتمبر، تم اختراق حاجز الـ 3810 دولارات بسهولة.
  • وفي اليوم التالي، 30 سبتمبر، وفي ذروة المضاربات، سجلت الأونصة سعراً تاريخياً جديداً لامس 3871.45 دولاراً.
  • أغلقت تداولات الشهر عند مستوى 3845 دولاراً، محققةً مكاسب شهرية تجاوزت 5%.

صدى الانفجار في مصر: "الصاغة" تشهد حركة غير مسبوقة

في قلب القاهرة، وتحديداً في منطقة الصاغة، كان المشهد انعكاساً دقيقاً لما يحدث في البورصات العالمية ولكن بنكهة محلية. سعر جرام الذهب عيار 21، العيار الشعبي في مصر، بدأ رحلة صعوده من مستوى 4910 جنيهات في منتصف الشهر.

مع كل ارتفاع في السعر العالمي، كانت شاشات الأسعار في المحلات تتغير بشكل شبه فوري. بعد قرار الفيدرالي، كسر الجرام حاجز الـ 5000 جنيه، وهو مستوى نفسي مهم، مما أحدث حالة من الجدل في السوق. انقسم المشترون؛ فالبعض، خاصة المقبلين على الزواج، وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي وأجّلوا قرارات الشراء أملاً في تصحيح سعري.

على الجانب الآخر، شهدت محلات السبائك والجنيهات الذهبية إقبالاً كثيفاً. المستثمرون الأفراد والعائلات التي تسعى للحفاظ على قيمة مدخراتها من تآكل التضخم، وجدوا في الذهب ضالتهم. وبلغت هذه الحركة ذروتها في 30 سبتمبر عندما سجل جرام الذهب عيار 21 سعره التاريخي الأعلى على الإطلاق عند 5170 جنيهاً مصرياً.

تحليل الخبراء: ما بعد القمة التاريخية

يرى المحللون أن ما حدث في سبتمبر لم يكن مجرد فقاعة سعرية، بل هو إعادة تقييم جوهرية لقيمة الذهب في ظل نظام اقتصادي عالمي متغير. العوامل مجتمعةً – من سياسة نقدية تيسيرية في الولايات المتحدة، إلى مخاوف ركود حقيقية، واستمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من الذهب – خلقت بيئة مثالية لصعود المعدن الأصفر.

ورغم الهدوء النسبي في بداية أكتوبر، إلا أن الإجماع يسود بأن الذهب قد دخل نطاقاً سعرياً جديداً، وأن أي بيانات اقتصادية سلبية قادمة قد تكون كفيلة بإرساله لاختبار القمم التاريخية التي سجلها في سبتمبر مرة أخرى.

حمل تطبيق eDahab

ابق على اطلاع بآخر أسعار الذهب والعملات على جهازك المحمول.

Download eDahab from play store Download eDahab from app store