
من يربح سباق 2025.. الفضة أم الذهب أم البيتكوين؟
شهدت أسعار الفضة والذهب والبيتكوين قفزات كبيرة خلال عام 2025، إذ ارتفعت هذه الأصول بأكثر من 40% خلال العام الحالي، فمن يختم 2025 كأكبر الرابحين بحسب الخبراء.
ارتفع سعر أوقية الفضة منذ بداية عام 2025 بأكثر من 70%، وبلغ سعر الأوقية 49.87 دولار وقت كتابة هذه السطور.
الفضة وارتفاعات قياسية وقال محلل الأسواق المالية لدى easyMarkets خالد الخطيب «تتلقى أسعار الفضة دعماً من حالة عدم اليقين العالمية، على الرغم من أنها لا تُعتبر ملاذاً آمناً تماماً مثل الذهب، إلا أنها تكتسب زخماً، ومن الأسباب الأخرى التي تدعم أسعار الفضة ضعف الدولار وتوقعات السوق بخفض إضافي لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي».
وأضاف الخطيب «ومن المهم أيضاً مراعاة أن الفضة تُستخدم على نطاق واسع في الإلكترونيات والطاقة الشمسية والصناعات سريعة النمو، لذا فإن طفرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تُعطي دفعة إضافية للأسعار»، معقباً «مع كل الأساسيات الحالية التي لدينا في السوق، قد نرى أسعار الفضة عند مستوى 55 دولاراً».
وفي السياق نفسه قال رئيس قسم الأبحاث والتعليم في CFI، جورج خوري «الفضة تتحرك عادةً بدافعين رئيسيين: الأول كونها ملاذاً آمناً، والثاني الطلب الصناعي، خلال الفترة الماضية، لم تعمل الفضة كملاذ آمن بنفس فاعلية الذهب، لكن مع ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير، أصبحت الفضة أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن بدائل أقل تكلفة».
وأضاف خوري «بالنسبة للسعر المستهدف للفضة بنهاية عام 2025، يُنظر إلى مستوى 52 دولاراً للأوقية كهدف محتمل».
الذهب وكسر حاجز الـ4 آلاف دولار وتابع خوري «أسباب ارتفاع الذهب متنوعة وتشمل التوترات الجيوسياسية، مثل الأوضاع في فرنسا واليابان وإغلاق الحكومة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحرب التجارية الدولية المستمرة والتوترات بين روسيا وأوروبا بشكل عام».
وأوضح خوري «كما تلعب مشتريات البنوك المركزية دوراً مهماً، خصوصاً في آسيا وعلى رأسها البنك المركزي الصيني، إلى جانب التدفقات المتزايدة إلى صناديق الذهب الاستثمارية»، مشيراً إلى أنه «من المتوقع أن يختبر الذهب مستويات قريبة من 4200 دولار للأوقية بنهاية عام 2025».
من جانبه، قال محلل الأسواق المالية لدى easyMarkets «إذا استمر الوضع على هذا المنوال حتى مع التصحيحات السعرية الاعتيادية، فإن المستثمرين ينتهزون هذه الفرصة للدخول في صفقات شراء أخرى للذهب، ولا يبيع حاملو الذهب. قد نصل إلى مستوى 4200 دولار بنهاية عام 2025، وربما 5000 دولار في عام 2026».
وأضاف الخطيب «ما قد يُعزز سعر الذهب هو تدهور الأرقام في البيانات الاقتصادية الأميركية، قد يُضيف هذا ضغطاً إضافياً على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، ما يُعزز أسعار الذهب».
البيتكوين والتبني المؤسسي وأوضح الخطيب «خلال الفترة الماضية شهدنا تزايداً في التشريعات المتعلقة بالبيتكوين واعتماده من قِبل الحكومات والبنوك والمؤسسات الكبرى، يُضاف إلى ذلك ضعف الدولار، والتدفقات القياسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة، وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ما يدفع المستثمرين إلى تحويل رؤوس أموالهم من عملات مثل الدولار واليورو إلى العملات المشفرة، وتحديداً البيتكوين».
ويرى الخطيب «بناءً على ذلك، لن أتفاجأ إذا رأيت أسعار البيتكوين تصل إلى 140 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025».
وقال رئيس قسم الأبحاث والتعليم في CFI «البيتكوين يلعب دوراً مزدوجاً في الأسواق؛ فهو يُستخدم أحياناً كتحوّط ضد التضخم وكأصل مشابه للملاذ الآمن مثل الذهب، وفي الوقت نفسه يتحرك كأصل عالي المخاطرة مرتبط بسوق الأسهم».
وأضاف خوري «هذا التداخل أدى إلى ارتباط إيجابي بين البيتكوين وعدة فئات من الأصول، ما أسهم في ارتفاع سعرها خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن تتراوح أسعار البيتكوين بين 130 و135 ألف دولار بنهاية العام».
من الرابح بين الفضة والذهب والبيتكوين؟ وأوضح خوري «من الصعب تحديد فائز واضح بين هذه الأصول بسبب حالة عدم اليقين العالية في الأسواق».
وقال الخطيب «بحلول نهاية عام 2025، قد تكون الفضة الرابح الأكبر نظراً لأن الفضة، مقارنةً بأسعار الذهب، لم تسجل ارتفاعات تاريخية متتالية. وعندما بدأ الزخم الصعودي للمعادن، كانت أسعار الفضة لا تزال منخفضة نسبياً في بداية العام. لذا، لا يزال أمام الفضة نطاقات صعودية».
كيف توزع محفظتك الاستثمارية؟ وأوضح الخطيب «كنت سأختار 50% ذهب و30% فضة و20% بيتكوين. والسبب وراء ذلك هو أن الذهب ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين. أما بالنسبة للفضة فأرى أنها تتمتع بإمكانيات جيدة لتحقيق ارتفاعات إضافية في الأسعار، ولكنها قد تتأثر بشدة بالطلب العالمي، أما بالنسبة للبيتكوين، فلا يزال لا يُعتبر ملاذاً آمناً، مع أنه قد يُحقق مكاسب جيدة للمحفظة».
ومن جانبه قال خوري «لو كان المستثمر يمتلك 1000 دولار للاستثمار الآن، يمكن تقسيم المبلغ بالتساوي تقريباً بين الذهب والفضة والبيتكوين، أي نحو 33% لكل أصل».