
بعد مستوياته القياسية.. ما النسبة المناسبة لحصة الذهب في محفظة الاستثمار؟
مع تجاوز سعر الذهب 4000 دولار للأونصة لأول مرة يوم الثلاثاء، قد يتساءل البعض عما إذا كان يجب أن يحصل هذا المعدن النفيس على نصيب أكبر من محافظهم الاستثمارية.
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام الحالي، مما يضعها على مسار تحقيق أفضل أداء سنوي لها منذ عام 1979.
وكثيراً ما يلجأ المستثمرون إلى الذهب عند فقدان الثقة في الأصول الأخرى، وهو ما يحدث عادةً خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي أو ضغوط السوق، لأن المعدن النفيس يُعد مخزناً للقيمة.
وعندما يتراجع الدولار الأميركي، يصبح الذهب أرخص للمشترين الدوليين، مما يعزز الطلب، وهو ما يعتبر أحد العوامل المهمة التي ساعدت على ارتفاع الأسعار خلال العام الجاري، وذلك تزامناً مع تخزين البنك المركزي في الصين للذهب في ظل ابتعاده عن الأوراق المالية الأميركية، وفقاً لمدير أول استراتيجية الاستثمار بإدارة الثروات في U.S. Bank، روب هاورث.
وينعكس ارتفاع الأسعار أيضاً في الطلب على شهادات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، والتي يُمكن شراؤها من حساب وساطة وتداولها مثل الأسهم، مما يجعلها من أسهل طرق الاستثمار في الذهب. وسجّلت هذه الصناديق أكبر مستوى شهري على الإطلاق من حيث إقبال المستثمرين على الشراء خلال سبتمبر/ أيلول، وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
وقال روب هاورث لشبكة CNBC: "يمكن للذهب أن يلعب دوراً في المحافظ الاستثمارية، مُوفراً أداة تنويع بعيدة عن الأسهم والسندات التقليدية".
ما هي نسبة الاستثمارات المُناسبة في الذهب؟
يمكن للمستثمرين الاستثمار في الذهب إما عن طريق شراء الذهب المادي كالسبائك أو العملات المعدنية، أو الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، أو امتلاك أسهم في شركات التعدين.
لكن أسهل طريقة للاستثمار هي على الأرجح من خلال صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، والتي تُخزّن الذهب المادي في خزائن وتتبع تحركات سعر المعدن بشكل عام.
وقال المحلل والمخطط المالي المُعتمد، بلير دوكيسناي، لشبكة CNBC: "هذه هي الطريقة الأكثر سيولةً وفعاليةً من حيث الضرائب والأقل تكلفةً للاستثمار في الذهب".
ويُوصي معظم المستشارين بالاحتفاظ بالذهب بنسبة 5% أو أقل من محفظتهم الاستثمارية، لكن مؤسس شركة بريدج ووتر، راي داليو، كان أكثر تفاؤلاً، موصياً برفع الحصة إلى ما قد يصل إلى 15% في أوقات ضغوط السوق.
لطالما اعتبر داليو الذهب تحوّطاً ضد تراجع الثقة في المال والأسواق. ويقول إن الذهب يتميز بكونه "الأصل الوحيد الذي يُمكن للمرء امتلاكه دون الحاجة للاعتماد على طرف آخر لدفع المال له".
ومع ذلك، لا يعتبر معظم المستشارين الذهب استثماراً أساسياً بقدر ما يعتبرونه تحوّطاً مفيداً في الأوقات المضطربة. ذلك لأنه لا يُدرّ دخلاً أو أرباحاً، وتعتمد قيمته كلياً على طلب المستثمرين.
ويكمن خطر الاستثمار في الذهب أنه إذا توقفت الأسعار عن الارتفاع، فسيجد المستثمرون أنفسهم "عالقين مع أصل صفري الأرباح"، كما يعتقد هاورث.
ويُعتبر ضعف الدولار عاملاً آخر يجب مراعاته عند الاستثمار في المعدن النفيس: تاريخياً، يميل الذهب والدولار إلى التحرك في اتجاهين متعاكسين، ويجعل ضعف الدولار الذهب أكثر جاذبية للمشترين العالميين. ويقول هاروث إنه إذا حافظ الاقتصاد الأميركي على مرونته، فقد يحدّ ارتفاع قيمة الدولار من مكاسب أسعار الذهب.
ويضيف هاورث: "نظراً لهذه المخاطر، يُعتبر الذهب في أحسن الأحوال عاملاً داعماً - ربما من 0% إلى 5% من المحفظة الاستثمارية".
ومع أن للذهب مكانته، يقول الخبير المالي المعتمد في مونيكو أدفايزرز، بيل شافرانسكي: "إن تخصيص جزء كبير من محفظتك الاستثمارية للذهب قد يعود عليك بالضرر".
وأضاف أنه مع ذلك، "لا أجد أي عيب في تخصيص نسبة من 2% إلى 5%، خاصةً إذا كان ذلك يساعدك على النوم بشكل أفضل ليلاً" في إشارة إلى التحوط ضد بعض المخاطر التي قد يتعرض لها المستثمر.