الذهب يشتعل والفضة تلحق به.. العالم يهرب إلى الملاذ الآمن

سجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً يوم الاثنين، مع تزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة بعد أن جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين، فيما دعمت توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية جاذبية المعدن النفيس.

كما قفزت الفضة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مقتفية أثر صعود الذهب.

وارتفع الذهب الفوري 1.4% إلى 4075.29 دولار للأوقية عند الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسياً عند 4084.75 دولار للأوقية.

وصعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة لتسليم ديسمبر كانون الأول 2.4% إلى 4094.90 دولار.

الحرب التجارية تزيد أسعار الذهب أعاد ترامب إشعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يوم الجمعة، مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية إلى أميركا، وأعلن ضوابط جديدة على تصدير برمجيات حيوية بدءاً من الأول من نوفمبر تشرين الثاني، رداً على قيود بكين على تصدير المعادن الأساسية.

إلا أن ترامب كتب على منصة «تروث سوشال» يوم الأحد: «لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام!».

وقال المحلل في بنك «يو بي إس» جيوفاني ستاونوفو إن التوترات التجارية ما زالت محور اهتمام الأسواق، مضيفاً أنه رغم بعض الانفراج بين الولايات المتحدة والصين، فإن تهديد الرسوم الإضافية بنسبة 100% ما زال قائماً.

طلب قوي من المستثمرين والبنوك على الذهب وأضاف: «الطلب القوي المستمر من المستثمرين والبنوك المركزية سيواصل دعم الذهب، ونستهدف تحركاً نحو مستوى 4200 دولار للأوقية».

أما الفضة الفورية فارتفعت 2.4% إلى 51.48 دولار للأوقية بعد أن لامست مستوى قياسياً عند 51.70 دولار، مدفوعة بالعوامل ذاتها التي رفعت الذهب، إلى جانب شح المعروض في السوق الفورية.

أسعار الفضة مرشحة للارتفاع وقال بنك «غولدمان ساكس» يوم الأحد إن أسعار الفضة مرشحة للارتفاع على المدى المتوسط بدعم من تدفقات الاستثمارات الخاصة، لكنه حذّر من زيادة التقلبات والمخاطر السلبية على المدى القصير مقارنة بالذهب.

من جانبه، رفع «بنك أوف أميركا» توقعاته لأسعار المعادن النفيسة يوم الاثنين، محدداً توقعه لعام 2026 عند 5000 دولار للأوقية للذهب و65 دولاراً للأوقية للفضة.

ومن الناحية الفنية، يشير مؤشر القوة النسبية لكل من الذهب والفضة إلى مستويات 80 و83 على التوالي، ما يدل على أن المعدنين في منطقة تشبّع شرائي.

وارتفع الذهب -الذي لا يدر عائداً- 53% منذ بداية العام، مدعوماً بالمخاطر الجيوسياسية، وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية، وتدفقات صناديق المؤشرات، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية، إضافة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن الرسوم الجمركية.

أما في ما يتعلق بالسياسة النقدية، فيسعّر المتداولون حالياً احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر تشرين الأول وديسمبر كانون الأول، باحتمال 97% و91% على التوالي.

وسيكون أمام رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول فرصة لتقديم رؤيته حول السياسة النقدية خلال كلمته في الاجتماع السنوي لجمعية الاقتصاد الأميركي يوم الثلاثاء، فيما يُنتظر أن يتحدث أيضاً عدد من مسؤولي الفيدرالي خلال الأسبوع.

وارتفع البلاتين بنسبة 3.9% إلى 1649.49 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 2.7% إلى 1443.08 دولار.