الذهب يتراجع للأسبوع الأول منذ عشرة أسابيع وسط ترقب قرار الفيدرالي

لم يكن الأسبوع الماضي سعيدًا لـ المعدن الأصفر الذي تجرّع خسائر قوية وصلت إلى 5% في أحد الأيام، لينهي الذهب الأسبوع على انخفاض يقارب 3% لذهب السبائك و2.6% لعقود الذهب الآجلة.

• ذهب السبائك أغلق الأسبوع عند 4,112.1 دولار للأوقية.
• عقود الذهب الآجلة هبطت لتغلق عند 4,137.8 دولار للأوقية.

وينتظر المستثمرون قرار الفيدرالي الأميركي المنتظر يوم 29 أكتوبر، والذي يُتوقع على نطاق واسع أن يشهد خفض الفائدة من 4.25% إلى 4.00%.

الارتداد من مستوى 4,000 دولار: تصحيح بنّاء والأساسيات لا تزال سليمة

على الرغم من التراجع الحاد، يرى محللون أن الضرر الفني كان محدودًا، إذ تمكنت الأسعار من الحفاظ على دعم حاسم عند مستوى 4,000 دولار للأوقية.
تداول الذهب الفوري آخر مرة عند 4,112.20 دولارًا للأوقية، بانخفاض 0.32% في اليوم وأكثر من 3% عن الجمعة الماضية.

قال لقمان أوتونوجا، مدير تحليل السوق في FXTM:

"المضاربون على ارتفاع الذهب اكتسبوا الثقة بعد أن عززت أرقام التضخم الأبرد من المتوقع الرهانات على خفض الفيدرالي للفائدة الأسبوع المقبل.
الصورة الفنية تميل لصالح المضاربين على الانخفاض، إذ يفتح الضعف دون 4,050 دولارًا مسارًا نحو 4,000 دولار وربما أدنى."

وقال أوليه هانسن، رئيس استراتيجية السلع في Saxo Bank:

"رغم حفاظ الذهب على دعم حاسم في الوقت الحالي، لا أتوقع أن تنتهي ضغوط البيع بالكامل.
التصحيح الحالي مدفوع بالتدفقات لا بالبيانات، ومن المبكر القول إن 4,000 دولار هو القاع."

وأضاف:

"الانخفاض الحاد يوم الاثنين إلى 4,000 دولار أشار إلى بداية مرحلة توطيد ضرورية كانت متأخرة."

السوق في مرحلة تهدئة… لكن الاتجاه الصاعد ما زال قائماً

أشار المحللون إلى أن الذهب يدخل فترة توطيد جديدة تشبه الحركة التي شوهدت بين مايو وأغسطس عندما تجاوزت الأسعار 3,000 دولار للأوقية.
لكن المحركات الأساسية وراء صعود الذهب — مثل الضغوط التضخمية، وشراء البنوك المركزية، وعدم اليقين الجيوسياسي — لا تزال قائمة.

قال مايكل براون، كبير محللي السوق في Pepperstone:

"أتوقع أن يتداول الذهب بين 4,000 و4,400 دولار للأوقية في المدى القريب، مع ميل المخاطر إلى الجانب الصعودي.
السوق الصاعد لم يمت، بل يأخذ قسطًا من الراحة بعد صعود مكافئ مبالغ فيه."

وقال نيل ويلش، رئيس المعادن في Britannia Global Markets:

"تقلب الذهب الأخير يُعد تصحيحًا بنّاءً لا انعكاسًا.
العوامل الطويلة الأجل مثل مخاطر التضخم، والطلب المركزي، وعدم اليقين الجيوسياسي، وتوقع خفض الفائدة، جميعها تدعم استمرار الاتجاه الصاعد.
الأسعار قد تتأرجح بين 4,000 و4,200 دولار قبل بناء مراكز جديدة."

وأضاف:

"قد يستغرق التحرك من 4,100 إلى 5,000 دولار وقتًا أطول، لكن هذا التراجع القصير الأجل يمثل فرصة للشراء عند الانخفاضات."

الذهب يظل مدعومًا بعدم اليقين العالمي

قال ريان ماكنتاير، الشريك الإداري في Sprott Inc:

"من الصعب تصور تراجع ملموس في أسعار الذهب مع استمرار عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
تداول عدم اليقين من أجل الملاذ الآمن لا يزال حيًا وبصحة جيدة."

وتأتي هذه التصريحات بينما تواصل الولايات المتحدة التفاوض مع الصين لإبرام صفقة تجارية، في حين ألغى الرئيس دونالد ترامب جميع المحادثات التجارية مع كندا.

الأنظار تتجه نحو الفيدرالي الأميركي

ستظل البيانات الاقتصادية الأميركية محدودة الأسبوع المقبل بسبب تعطل تمرير قانون التمويل في الكونغرس، لكن الحدث الأبرز سيكون قرار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

ورغم أن التضخم ما زال أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2%، فإن معظم المحللين لا يتوقعون أن يمنع ذلك دورة التيسير الحالية.

🔸 وفقًا لأداة CME FedWatch،
يتوقع السوق بالكامل خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع تسعير خفض آخر في ديسمبر.

قال نعيم أسلم، كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets:

"الكثير من التفاؤل مُسعّر بالفعل في السوق، وربما شهدنا أعلى مستويات العام.
قد يعيد الذهب اختبار الدعم عند 3,800 دولار قريبًا، إذ من المرجح أن يُحدث اجتماع الفيدرالي ضغطًا على السعر."

🟡 نظرة ختامية

يبقى الذهب في مرحلة استراحة قصيرة داخل اتجاه صاعد طويل الأمد، حيث يترقب المستثمرون خفض الفائدة الأميركية واحتمالات استمرار التوترات الجيوسياسية، ما يجعل المعدن النفيس محور الاهتمام في الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.