تحليل سوق الذهب خلال الاسبوع المنقضي، وتوقعات الاسبوع القادم.
الذهب العالمي يحقق قمة تاريخية ثم يتراجع بفعل جني الأرباح... والسوق المصري يستقر حول 5550 جنيه للجرام
القاهرة – الأحد 26 أكتوبر 2025
شهدت أسواق الذهب العالمية خلال الأسبوع الأخير (من 20 إلى 26 أكتوبر) تذبذبًا حادًا بين مكاسب قياسية في بدايته وهبوط عنيف منتصف الأسبوع، بينما اتسم السوق المحلي في مصر بالاستقرار النسبي مع نهاية الأسبوع بعد موجة هبوط قوية في منتصفه.
القفزة العالمية غير المسبوقة
بدأ الأسبوع على وقع موجة صعود قوية أوصلت سعر أونصة الذهب إلى نحو 4381 دولارًا يوم الإثنين 20 أكتوبر — وهو أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق — مدعومًا بتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتزايد التوترات الاقتصادية العالمية.
تعد هذه القفزة الأكبر منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ قفز الذهب بما يزيد عن 9% خلال أسبوعين متتاليين، وسط اندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة بعد اضطرابات في أسواق السندات الأمريكية وتراجع شهية المخاطرة عالميًا.
جني أرباح وهبوط حاد
في اليوم التالي، الثلاثاء 21 أكتوبر، تحولت الموجة إلى هبوط حاد بلغت نسبته حوالي 5% إلى 6% — وهو أكبر تراجع يومي منذ عام 2020 — مع عمليات بيع مكثفة لجني الأرباح بعد القمة التاريخية، مدفوعة بصعود مؤشر الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات قصيرة الأجل.
انخفض سعر الأونصة إلى حدود 4110–4120 دولارًا قبل أن تستقر قرب 4150 دولارًا بنهاية الجلسة.
تصحيح فني وتماسك لاحق
استمر التراجع الأربعاء 22 أكتوبر بشكل محدود، ثم شهد المعدن الأصفر ارتدادًا يوم الخميس بأكثر من 1% قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية، في ظل عودة بعض المستثمرين للشراء بعد الانخفاض الكبير.
وجاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأمريكي يوم الجمعة أضعف من التوقعات، مما خفّف من قوة الدولار والعوائد، وساعد الذهب على التماسك قرب 4140–4160 دولارًا للأونصة بنهاية التداولات الأسبوعية.
العوامل المؤثرة على الاتجاه
- سياسة الفيدرالي الأمريكي: الأسواق تترقب اجتماع 28–29 أكتوبر وسط توقعات قوية بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كأصل بديل خالٍ من العائد.
- التضخم الأمريكي: القراءة الضعيفة عززت احتمالات التيسير النقدي المستمر حتى نهاية العام.
- التدفقات الاستثمارية: سجلت صناديق الذهب العالمية خلال الأسبوع الأخير تدفقات قياسية بلغت نحو 8.7 مليار دولار، رغم عمليات الجني التي أعقبت القفزة القياسية.
- التوترات الجيوسياسية: استمرار الحرب التجارية بين أمريكا والصين والتوترات الإقليمية في آسيا والشرق الأوسط زادت الطلب على الذهب في بدايات الأسبوع.
الذهب في مصر: هبوط ثم استقرار
محليًا، تأثرت أسعار الذهب في السوق المصري بشكل مباشر بحركة الأسعار العالمية، حيث شهدت الأيام الأولى من الأسبوع هبوطًا حادًا ثم استقرارًا نسبيًا:
| اليوم | الحدث | السعر (عيار 21) | التغير | |--------|--------|----------------|---------| | الثلاثاء 21 أكتوبر | بداية الهبوط الحاد | حوالي 5675 جنيه | - | | الأربعاء 22 أكتوبر | انخفاض بنسبة -2.9% | حوالي 5510 جنيه | ▼ | | الأحد 26 أكتوبر | استقرار نسبي | بين 5535 و5550 جنيه | ≈ |
أما عيار 24 فسجل بين 6320 و6340 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 44,300 جنيه تقريبًا.
العوامل المحلية
- سعر الدولار المحلي: استقر حول 47.5 جنيهًا مما قلل من تأثير تقلبات الأونصة العالمية.
- سياسة الفائدة في مصر: الخفض التدريجي خلال أغسطس وأكتوبر ساهم في الحفاظ على جاذبية الذهب كأداة تحوّط ضد التضخم المحلي.
- تراجع الطلب الفعلي: المستهلكون قللوا من الشراء مع الأسعار المرتفعة، مقابل نشاط أكبر من المستثمرين في السوق الموازي.
توقعات الأسبوع القادم
يتوقع المحللون أن يظل الذهب العالمي متذبذبًا في نطاق 4090 – 4180 دولارًا للأونصة قبل اجتماع الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، مع احتمالية حدوث ارتداد صاعد إذا أعلن البنك عن خفض فعلي للفائدة أو تبنّى لهجة تيسيرية.
محليًا، يُرجَّح أن تتحرك الأسعار في نفس الاتجاه، مع بقاء عيار 21 ضمن نطاق 5500 – 5600 جنيهًا في حال استقرار سعر الدولار.
خلاصة
الذهب أنهى أسبوعًا حافلًا بالتقلبات بين قمة تاريخية وتصحيح حاد، مدفوعًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.
ورغم تراجع الزخم مؤقتًا بعد المكاسب القياسية، يبقى المعدن الأصفر في دائرة الضوء قبيل قرارات السياسة النقدية الأمريكية التي ستحدد اتجاهه في الأسابيع القادمة.