تحذير: سقوط الذهب الكبير قادم!

تحذير: سقوط الذهب الكبير قادم!

التاريخ 2025-10-27 16:47:59
المصدر: investing.com

إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

مقدمة

تتزايد في الآونة الأخيرة الأصوات التي تتحدث عن قرب انهيار الذهب واقتراب فقاعة المعدن النفيس من نهايتها، وسط تحذيرات من موجة هبوط حادة قد تجبر المتداولين على رفع الرايات البيضاء. وفي المقابل، يرى فريق آخر أن الذهب ما زال يحتفظ بزخمه الصعودي، وأن ما يحدث ما هو إلا فخ محكم يسبق انطلاقة جديدة نحو قمم تاريخية قد تتجاوز مستوى 5000 دولار للأونصة.

من خلال هذا التحليل، نستعرض الصورة الاقتصادية والجيوسياسية والفنية الشاملة لتحديد الاتجاه القادم للمعدن الأصفر، وما إذا كان العالم مقبلًا على تصحيح عميق أم صعود قياسي جديد.

أولاً: التحليل الاقتصادي

خلال الأسبوع الحالي، تترقب الأسواق العالمية بيانات اقتصادية بالغة الأهمية، في ظل استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيره على وتيرة صدور التقارير الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، يواصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إصدار بياناته بناءً على التقديرات المؤقتة، بينما يترقب المستثمرون قرار الفائدة ومحضر اجتماع لجنة السياسة النقدية (FOMC)، إلى جانب كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول، التي ستشكل الحدث الأبرز لهذا الأسبوع.

تشير التوقعات إلى احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يعد عاملًا داعمًا للذهب من الناحية الاقتصادية، إذ أن أي توجه تيسيري من جانب الفيدرالي يصب في مصلحة المعدن الأصفر، خاصة مع تراجع العوائد الحقيقية وازدياد الطلب على الأصول الآمنة.

ثانياً: التحليل الجيوسياسي

على الصعيد الجيوسياسي، ما زالت الأجواء مشحونة بالتوتر، خصوصًا بعد تصريحات الإدارة الأمريكية حول إمكانية فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على المعادن النادرة القادمة من الصين. هذه التطورات أعادت إشعال الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، ما يعزز حالة عدم اليقين في الأسواق ويزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

إضافةً إلى ذلك، فإن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي يُفاقم الضبابية الاقتصادية ويؤثر على ثقة المستثمرين في النظام المالي، الأمر الذي قد يدفع الذهب إلى مزيد من المكاسب خلال المرحلة القادمة.

ثالثاً: التحليل الفني

رغم التراجع الحاد الذي شهده الذهب مؤخرًا بنسبة وصلت إلى 6% في يوم واحد — وهي أكبر خسارة يومية منذ عام 2013 — إلا أن النظرة الفنية لا تزال إيجابية.

يتداول الذهب حتى الآن ضمن قناة رئيسية صاعدة، محافظًا على موقعه فوق خط الاتجاه الصاعد وأعلى المتوسطات المتحركة الرئيسية، لا سيما فوق منطقة الدعم المحورية بين 3950 و4000 دولار للأونصة.

طالما حافظت الأسعار على هذا المستوى، فإن الاتجاه العام يبقى صاعدًا، مع إمكانية استهداف مستويات 4280 و4400 وحتى 4700 دولار خلال الأسابيع القادمة.

ويُذكر أن فقدان الذهب لمستوى الدعم 3950 دولار سيُعد إشارة ضعف محتملة، لكنها لا تزال بعيدة عن التأكيد في ظل المعطيات الحالية.

العوامل المؤثرة في الاتجاه العام

يتأثر الذهب بمجموعة واسعة من العوامل المترابطة، أبرزها:

  • سياسات البنوك المركزية تجاه أسعار الفائدة.
  • معدلات التضخم وعوائد السندات الأمريكية.
  • قوة أو ضعف الدولار الأمريكي.
  • التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية.
  • حجم الطلب الصناعي والاستثماري على المعدن الأصفر.
  • مشتريات الصين ودول مجموعة البريكس، التي تمثل ثقلاً أساسياً في الطلب العالمي على الذهب.

هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة داعمة للمعدن النفيس، خصوصاً في أوقات عدم الاستقرار المالي والسياسي.

فرص الأسبوع

من الناحية الفنية، تبرز فرصة شرائية للذهب في حال اختراق مستوى 4160 دولار للأونصة مع تأكيد الاختراق وفق شروطه الفنية. وفي حال تحقق ذلك، فقد تمتد الحركة الصاعدة نحو أهداف 4280 و4400 دولار، مع الحفاظ على النظرة الإيجابية ما دامت الأسعار فوق 3950 دولار.

أما بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن الشراء من المستويات الحالية ما زال خياراً منطقياً، إذ يُعتبر الذهب وسيلة فعالة للتحوط من تآكل القوة الشرائية وحماية الثروة على المدى البعيد.

أما المدخرون قصيرو الأجل، فيُفضل أن ينتظروا ما بعد صدور قرار الفائدة لتتضح الرؤية أكثر قبل اتخاذ أي قرارات جديدة.

الخلاصة

على الرغم من التراجعات الحادة التي أثارت المخاوف، فإن الصورة الشاملة للذهب لا تزال تميل إلى الإيجابية.

الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الحالية تدعم بقاء الذهب في مساره الصاعد، وقد نشهد في حال استمرار التيسير النقدي وتفاقم التوترات التجارية تحركات تدفع الأسعار إلى مستويات تاريخية جديدة.

ومع ذلك، يبقى الحذر واجبًا، فالتقلبات الحالية قد تشكل اختبارًا حقيقيًا للمستثمرين في قدرتهم على قراءة المشهد بدقة وإدارة المخاطر بحكمة.


تنويه:

التحليل الوارد لا يعكس بالضرورة وجهة نظر تطبيق eDahab، وإنما يعكس رأي الخبير الاقتصادي.

حمل تطبيق eDahab

ابق على اطلاع بآخر أسعار الذهب والعملات على جهازك المحمول.

Download eDahab from play store Download eDahab from app store