تراجع الدولار الأميركي قبيل اجتماعات البنوك المركزية وترقب جولة ترامب الآسيوية

تراجع الدولار الأميركي يوم الثلاثاء قبيل سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية المرتقبة هذا الأسبوع، التي يُتوقّع أن تسفر عن خفض في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بينما يترقب المستثمرون جولة الرئيس دونالد ترامب الآسيوية على أمل التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين.

ارتفع الين الياباني بأكثر من 0.6% إلى 151.855 مقابل الدولار الأميركي، قبل اجتماع بنك اليابان هذا الأسبوع، حيث من المرجّح أن يُبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير، بينما ستركز الأسواق على ما إذا كان سيوفر أي مؤشرات حول توقيت الرفع المقبل للفائدة.

وقد دعمت تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت العملة اليابانية، بعدما دعا إلى «سياسة نقدية منضبطة» خلال لقائه نظيرته اليابانية ساتسوكي كاتاياما، في أحدث انتقاد منه لبطء وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.

كما يترقب المستثمرون اجتماع ترامب مع رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سناي تاكايتشي في طوكيو، حيث رحّب الرئيس الأميركي بتعهّدها بتسريع تعزيز القدرات العسكرية، ووقّع اتفاقات تتعلق بالتجارة والمعادن النادرة.

الآمال في اتفاق تجاري بين الصين وأميركا باقية

في حين أسهمت بوادر تخفيف التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في إشعال موجة تفاؤل في الأسواق يوم الإثنين، ما دفع الدولار إلى التراجع أمام العملات المنافسة، فإن المستثمرين لا يزالون متحفظين إزاء فرص التوصل إلى اتفاق فعلي بين بكين وواشنطن.

وستتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية يوم الخميس. وقال ترامب للصحافيين على متن طائرته الرئاسية: «أكنّ احتراماً كبيراً للرئيس شي، وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق».

أما المسؤولون الصينيون فكانوا أكثر تحفظاً في تصريحاتهم حول المحادثات التجارية، ولم يكشفوا الكثير عن مآلاتها المحتملة.

وقال فاسو مينون، المدير العام لاستراتيجية الاستثمار في «أو سي بي سي»، إنه من الممكن ألا يكون هناك «حل مثالي أو حتى حل فعلي في بعض الحالات»، مشيراً إلى احتمال «تأجيل معالجة بعض الملفات إلى وقت لاحق».

وأضاف: «حين تكون هناك قوتان اقتصاديتان عظيمتان يقودهما زعيمان قويان الشخصية، يمكن تخيّل أن التوصل إلى اتفاق لن يكون عملية سلسة». لكنه أوضح أن «أي تقدم ملموس بين الزعيمين قد يكون كافياً لتهدئة الأسواق مؤقتاً، مع بحث المستثمرين عن بارقة أمل تُبقي على الاتجاه الصاعد للأسهم».

وقد أدى ترقب نتائج المحادثات التجارية والرهانات على خفض بمقدار 25 نقطة أساس من مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء الدولار تحت الضغط. فقد صعد اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوع عند 1.1668 دولار، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.3368 دولار بزيادة 0.25%.

أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، فقد تراجع 0.19% إلى 98.58، بعد انخفاضه 0.15% في الجلسة السابقة.

اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في دائرة التركيز

وبينما تم تسعير خفض الفائدة مسبقاً، سيركّز المستثمرون على ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيقدّم إشارات على إنهاء برنامج تقليص ميزانيته، المعروف بـ التشديد الكمي.

كما سيتابع السوق ما إذا كان البنك المركزي ورئيسه جيروم باول سيقدمان توجيهات حول مزيد من التخفيضات، في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأميركية الذي يحجب البيانات الاقتصادية الرسمية. ويتوقع المتعاملون خفضًا إضافيًا للفائدة في ديسمبر كانون الأول.

وقال ديفيد ميركل، كبير الاقتصاديين في «غولدمان ساكس»: «لا نتوقع توجيهاً رسمياً بخصوص اجتماع ديسمبر، ولكن إذا طُرح السؤال على باول، فمن المرجّح أن يشير إلى التقديرات السابقة في سبتمبر، التي تضمنت خفضاً ثالثاً في ديسمبر». وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض أسعار الفائدة الشهر الماضي بمقدار 25 نقطة أساس.

وفي أوروبا، من شبه المؤكد أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الخميس، فيما يتأرجح المستثمرون بشأن احتمال استئناف سياسة التيسير العام المقبل.

أما الدولار الأسترالي، الذي يُعتبر مؤشرًا على شهية المخاطرة، فقد ارتفع 0.11% إلى 0.6563 دولار، وهو أعلى مستوى في أسبوعين، بينما صعد الدولار النيوزيلندي قليلاً إلى 0.5782 دولار.