تقرير الذهب خلال شهر نوفمبر : قفزات سعرية عالمية تشعل السوق المصري وسط استقرار الدولار
أسدل الستار على تعاملات شهر نوفمبر 2025 بتسجيل المعدن الأصفر مكاسب قوية، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً سواء في البورصات العالمية أو داخل سوق الصاغة المصري. وجاء هذا الصعود مدفوعاً بشكل رئيسي بالتوقعات العالمية لسياسات الفائدة الأمريكية، مما انعكس فورياً على السوق المحلي رغم استقرار سعر صرف الدولار في مصر.
أولاً: المشهد المحلي.. قفزة بـ 300 جنيه للجرام
شهدت السوق المصرية نشاطاً ملحوظاً خلال شهر نوفمبر، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 (الأكثر مبيعاً) بنحو 300 جنيه مصري مقارنة ببداية الشهر.
بدأ عيار 21 تعاملات الشهر عند مستويات قريبة من 5350 جنيهاً، لينهي الشهر عند مستوى 5650 جنيهاً (دون احتساب المصنعية). وأرجع خبراء الصاغة هذا الارتفاع بالكامل إلى الصعود العالمي لسعر الأوقية، حيث اتسم سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بالاستقرار النسبي في البنوك عند متوسط 47.60 جنيه، مما يعني أن الزيادة لم تكن ناتجة عن تراجع في قيمة العملة المحلية كما يحدث في بعض الفترات السابقة، بل كانت "مستوردة" من السعر العالمي.
قائمة الأسعار الختامية لشهر نوفمبر 2025 في مصر:
- عيار 24: سجل نحو 6457 جنيهاً (للبيع).
- عيار 21: سجل نحو 5650 جنيهاً.
- عيار 18: سجل نحو 4842 جنيهاً.
- الجنيه الذهب: قفز ليصل إلى مستويات 45200 جنيه.
ثانياً: المشهد العالمي.. الأوقية تكسر حاجز 4200 دولار
عالمياً، كان شهر نوفمبر شهراً استثنائياً للذهب، حيث ارتفع السعر الفوري للأوقية بنسبة تقارب 5.3%، وهي واحدة من أقوى الموجات الصعودية الشهرية هذا العام.
- الافتتاح: استهل الذهب الشهر عند مستويات قريبة من 4000 دولار للأوقية.
- الإغلاق: اختتمت الأوقية تعاملات الشهر عند مستوى قياسي بلغ نحو 4219 دولاراً.
أسباب الارتفاع العالمي:
- الفيدرالي الأمريكي: تزايدت رهانات المستثمرين على قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في ديسمبر، مما أضعف العائد على السندات والدولار وعزز جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
- التوترات الجيوسياسية: استمرار حالة عدم اليقين السياسي والتجاري عالمياً دفع البنوك المركزية والمستثمرين للتحوط بالملاذات الآمنة.
نظرة مستقبلية
تشير التوقعات التحليلية، بما في ذلك تقارير مؤسسات مالية كبرى مثل جولدمان ساكس، إلى احتمالية استمرار الزخم الصعودي للذهب مع دخول عام 2026، حيث يُستهدف الوصول لمستويات أعلى قد تلامس 5000 دولار للأوقية إذا استمرت سياسات التيسير النقدي.
نصيحة للمستهلك
في ظل هذه التقلبات، ينصح الخبراء دائماً باعتبار الذهب مخزناً للقيمة على المدى الطويل وليس للمضاربة السريعة، مع ضرورة متابعة البيانات الاقتصادية الأمريكية الصادرة في الأيام المقبلة لأنها ستكون المحرك الرئيسي للأسعار.