الفضة تتراجع بعد اختراق تاريخي.. موجة جني الأرباح تهز المعدن الأبيض!

شهدت أسعار الفضة تراجعاً واضحاً بعد وصولها إلى أعلى مستوى في تاريخها، وذلك نتيجة اتجاه المتعاملين إلى جني الأرباح بالتزامن مع تعافي مؤشر قوة الدولار.

وتراجع المعدن الأبيض بما يصل إلى نسبة 2.4% ليصل إلى سعر 57.1 دولار للأونصة، وهو ما يبقيه على بعد أقل من 2 دولار عن القمة التي سُجلت في الجلسة الماضية. وكانت الفضة قد صعدت خلال ثمانية أيام متتالية حتى يوم الأربعاء، مدعومة بمضاربات اعتمدت على توقعات شح الإمدادات واحتمالات خفض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة، وهو ما يشكل رياحاً مواتية للمعادن الثمينة التي لا تمنح عائداً.

وسجل مؤشر الدولار، وهو مقياس لقوة العملة الأمريكية، ارتفاعاً بنسبة 0.1 بعد تراجع في الجلسة السابقة. ويعني صعود الدولار عادة انخفاض القدرة الشرائية لدى معظم المستثمرين لشراء المعادن.

مكاسب غير مسبوقة منذ عقود

وبرغم تقلبات الفضة خلال الأيام الأخيرة، إلا أنها تواصل صعوداً قوياً. وارتفعت قيمتها بنحو الضعف منذ بداية العام، متفوقة على صعود الذهب البالغ 60%، ويتجه الاثنان نحو أفضل أداء سنوي منذ عام 1979.

وشهد شهر أكتوبر عملية ضغط تاريخية على الفضة دفعت إلى تدفقات قياسية نحو لندن، وهو ما تسبب لاحقاً في شح الإمدادات في الأسواق الأخرى. كما تراجعت المخزونات المرتبطة بمستودعات بورصة شنغهاي للعقود الآجلة مؤخراً إلى أدنى مستوى لها خلال عشر سنوات.

وساهم تأخر البيانات الاقتصادية الأمريكية في تعزيز توقعات خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وكشفت بيانات صادرة عن مؤسسة إي دي بي يوم الأربعاء عن تراجع كبير في الوظائف داخل الشركات الأمريكية خلال شهر نوفمبر، وهو الأكبر منذ بدايات عام 2023، وهو ما زاد المخاوف بشأن ضعف أكبر في سوق العمل. ويتوقع المتعاملون عبر عقود المبادلة خفضاً يكاد يكون مؤكداً بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع الفيدرالي يوم 9 و10 ديسمبر.

نقص السيولة

ويراقب المتعاملون أيضاً احتمال فرض تعريفة جمركية أمريكية على الفضة، بعد إدراجها الشهر الماضي ضمن قائمة المعادن الحيوية الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وأدى ذلك الاحتمال بالفعل إلى تدفقات ضخمة من الفضة نحو مستودعات كومكس، مع توقعات بانخفاض مستويات السيولة إلى حين اتضاح السياسة الجمركية الأمريكية، وفق مذكرة تحليلية صادرة عن دانييل غالي كبير استراتيجيي السلع في بنك تي دي سيكيوريتيز.

وأكد غالي أن التدفقات المتزايدة إلى خيارات صناديق الفضة المتداولة، والتي يقودها المستثمرون الأفراد، تؤثر بشكل مبالغ فيه على الأسعار في ظل نقص السيولة الراهن، الأمر الذي يخلق بنية سوقية قد تقود إلى قمة انفجارية. وشهد إجمالي حجم عقود الشراء والبيع على أشهر صندوق مادي للفضة قفزة إلى مستويات شوهدت آخر مرة خلال موجة الضغط في أكتوبر.