يشهد سعر الذهب اليوم حالة من الهدوء المشوب بالحذر مع اقتراب اللحظة التي ينتظرها المستثمرون حول العالم: قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض الفائدة.

بينما يتحرك الذهب في نطاق ضيق، تواصل الفضة تسجيل صعود تاريخي تجاوز حاجز 60 دولارًا للأونصة للمرة الأولى، ما يعكس موجة طلب قوية على المعادن النفيسة وسط ضبابية اقتصادية ممتدة.

سعر الذهب اليوم

استقرت أسعار الذهب الفورية اليوم الأربعاء قرب مستويات 4199.92 دولار للأونصة بتراجع طفيف بلغت نسبته 0.2%، بينما تراجعت العقود الأمريكية لشهر فبراير إلى 4228.10 دولار بانخفاض مماثل.

أما الفضة، فكانت نجم المشهد دون منازع، إذ صعدت إلى مستوى قياسي بلغ 61.61 دولار قبل أن تتداول عند 61.37 دولار بارتفاع 1.2%، مستفيدة من شح المعروض، نمو الطلب الصناعي، وتصنيفها كـ"معدن استراتيجي" في الولايات المتحدة. وقد ارتفع المعدن الأبيض بنحو 113% منذ بداية العام، مقابل مكاسب أقل قوة للذهب.

وفي باقي المعادن، تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 1.2% إلى 1670.70 دولار، فيما هبط البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1501.71 دولار.

محركات سعر الذهب اليوم

اجتماع الفيدرالي الأمريكي

يشكل اجتماع الفيدرالي اليوم العامل الأكثر تأثيرًا في الأسواق، حيث تشير أداة CME FedWatch إلى أن المستثمرين يسعرون احتمالًا يبلغ 87.4% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مقابل فرصة ضئيلة لا تتجاوز 12.6% لتثبيت الفائدة.

ويترقب المتعاملون صدور القرار في 19:00 بتوقيت غرينتش، يعقبه مؤتمر جيروم باول في 19:30، والذي ستكون نبرته مفتاح حركة الذهب.

بيانات سوق العمل الأمريكي

جاءت بيانات الوظائف لتعزز زخم الذهب، إذ ارتفعت الوظائف الشاغرة إلى 7.67 مليون في أكتوبر، مقابل توقعات عند 7.14 مليون.

كما أظهر تقرير ADP إضافة القطاع الخاص نحو 4750 وظيفة أسبوعيًا في المتوسط خلال الأسابيع الأخيرة، بعد فترة من فقدان الوظائف.

هذه البيانات تُظهر أن السوق ما زال متماسكًا، لكنها في الوقت ذاته قد تُبقي ضغوط الأجور قائمة، ما قد يحدّ من قدرة الفيدرالي على خفض الفائدة بشكل عميق. ورغم إيجابية البيانات نسبيًا، تجاهل الذهب تأثيرها تمامًا، متشبثًا بتوقعات سياسة التيسير.

تصريحات كيفن هاسيت

أضاف المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، جرعة إضافية من التقلبات حين صرح بأن الفيدرالي يمتلك "مساحة واسعة" لمزيد من الخفض، وربما أكثر من 25 نقطة أساس إذا استدعت الظروف.

هذه الإشارة عززت التفاؤل بخفض أكبر، ما ضغط على الدولار ودعم الذهب.

لكنها في الوقت نفسه زادت من الضبابية، إذ أشار هاسيت إلى أن ارتفاع التضخم قد يغير الحسابات، ما يترك المستثمرين بين سيناريوهين متناقضين.