البنوك والمتداولون يتسابقون لاقتناص أرباح الذهب القياسية

البنوك والمتداولون يتسابقون لاقتناص أرباح الذهب القياسية

التاريخ 2025-12-24 14:30:48
المصدر: CNBC عربية

طفرة تاريخية في تداول الذهب تحوّل مكاتب السبائك والتخزين إلى مناجم أرباح للمصارف

تتسع وتيرة توسع المصارف والمتداولين في مكاتب المعادن الثمينة والقدرات اللوجستية، في سباق محموم للاستفادة من الارتفاع التاريخي للذهب هذا العام؛ وهو ما حوّل عالم تداول السبائك والتخزين، الذي كان هادئاً في السابق، إلى أحد أكثر المجالات ربحية في القطاع المالي.

وفي ظل الارتفاع الحاد لأسعار الذهب والفضة، قفزت إيرادات مكاتب تداول المعادن الثمينة في المصارف الكبرى بنسبة 50% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفقاً لبيانات شركة "كريسيل كواليشين غرينويتش" للتحليلات.

وقال كالوم مينز، مدير الأبحاث في "كريسيل"، لصحيفة فايننشال تايمز:

"هناك فرص كبيرة للربح هذا العام، والجميع يُبدي حماساً كبيراً في هذا المجال".

وأضاف أن المعادن الثمينة باتت تُشكل "نسبةً أكبر من إجمالي أعمال الأسواق" للبنوك الكبرى.

وبلغت إيرادات تداول المعادن الثمينة في 12 مصرفاً رائداً نحو 1.4 مليار دولار بين يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول، مما يضع عام 2025 على المسار الصحيح ليكون ثاني أفضل عام على الإطلاق لتداول الذهب بعد عام 2020، بحسب "كريسيل".

وحتى المصارف التي أغلقت مكاتب المعادن الثمينة لديها سابقاً، تعود حالياً للدخول في هذا القطاع؛ حيث قامت مؤسسات مثل "سوسيتيه جنرال" و**"مورغان ستانلي"** و**"ميتسوي"** بتوسيع أقسام المعادن الثمينة لديها هذا العام، وفقاً لمشاركين في السوق.

الخزائن تعود إلى الواجهة

في نيويورك، يمكن لبعض الخزائن المعتمدة من قبل بورصة "كومكس" الاحتفاظ بالمعادن للتسليم مقابل عقود "كومكس" الآجلة. أما في لندن، التي تُعد أكبر مركز عالمي لتداول الذهب الفعلي وتجري فيها مقاصة سبائك تزيد قيمتها عن 35 تريليون دولار سنوياً، فيتعين على المصارف الأعضاء في عملية المقاصة امتلاك خزائن خاصة بها.

ويوجد حالياً أربعة أعضاء مقاصة فقط في سوق الذهب بنظام "لوكو لندن".

وكان امتلاك الخزائن يُعد سابقاً عملاً "مملاً" ومنخفض الهامش الربحي، وهو ما دفع مصارف من بينها "باركليز" و**"سكوتيا بنك"** إلى بيع خزائنها في الأعوام الأخيرة، لكن هذا التوجه بدأ يعود ليتصدر المشهد.

وقال مينز من "كريسيل":

"معظم المصارف إما تستكشف أو استكشفت بالفعل مجال التخزين. فإذا كنت مدرجاً في قائمة التخزين، فستحصل على إيرادات إضافية تفوق الجميع، ورغم أنها عوائد منخفضة، إلا أنها توفر زخماً جيداً".

ومن بين الجهات التي تتطلع لافتتاح خزنة حالياً مصرف "سيتي غروب"، وفقاً لمشاركين في السوق.

التخزين كدخل طويل الأجل

من جهته، أوضح جيمس إيميت، الرئيس التنفيذي لشركة "إم كي إس بامب"، التي اشترت خزنة "سكوتيا بنك" في نيويورك عام 2021، أن امتلاك خزنة يجعل من الممكن إدارة أعمال الحفظ التي توفر دخلاً شبيهاً بالمعاشات السنوية.

وتمتلك "إم كي إس بامب" ذراعاً تجارية (عُرفت سابقاً باسم MKS)، إضافة إلى مصفاة سويسرية كبرى (Pamp)، حيث تم دمج الكيانين في عام 2021، وهو أمر غير مألوف بين المصافي.

وقد أجرت الشركة عدة تعيينات كبرى هذا العام، شملت ضم بول فولر، الرئيس السابق للمعادن الثمينة في مصرف "إتش إس بي سي"، نائباً لرئيس مجلس الإدارة، كما وسعت عملياتها في آسيا عبر مقر إقليمي جديد في هونغ كونغ.

وأكد إيميت التخطيط لمزيد من النمو في العام المقبل، بما في ذلك إطلاق تداول خيارات الذهب وتوسيع عمليات المصافي في الولايات المتحدة، قائلاً:

"طموحنا هو أن نكون المؤسسة الرائدة في مجال المعادن الثمينة عالمياً، فنحن نقوم بكل شيء باستثناء استخراج المعدن من الأرض".

توريد السبائك… الحلقة الأكثر تعقيداً

تكمن إحدى المزايا التي تتمتع بها مصارف "وول ستريت" في قدرتها على الوصول إلى ميزانيات عمومية ضخمة؛ وهو أمر بات حاسماً هذا العام، حين أدى الارتفاع غير المتوقع في أسعار الذهب إلى الضغط على ميزانيات المصنعين وصغار المتداولين.

ومع ذلك، يتمتع العديد من المنافسين من خارج القطاع المصرفي بخبرة أوسع في توريد السبائك، وهي عملية معقدة تتطلب التحقق من منشأ الذهب ليصنّف ضمن فئة "التسليم الجيد" المقبولة لدى جمعية سوق السبائك في لندن.

وقد بدأ بيتا تداول سويسريان في هذا المجال مؤخراً؛ حيث أطلق "ترافيغورا" و**"غونفور"** مكاتب لتداول السبائك الفعلية هذا العام، تتعامل بـ الذهب الخالص (Doré) والذهب المكرر.

ووفقاً لـ"كريسيل"، كانت إحدى أكثر الصفقات ربحية هذا العام هي عمليات التحكيم (Arbitrage) بين نيويورك ولندن خلال شهري يناير وفبراير، بعدما دفعت مخاوف الرسوم الجمركية المحتملة أسعار السبائك في الولايات المتحدة إلى مستويات أعلى من لندن.

ورغم ذلك، لم يتمكن الجميع من الاستفادة من هذه الفرص؛ إذ أشار مينز إلى أن إيرادات تداول الذهب في المصارف شهدت تفاوتاً غير معتاد هذا العام.

ويرحب العديد من خبراء الذهب بعودة السبائك إلى دائرة الضوء، حيث قال سكينر من "ستون إكس":

"مرت أوقات خلال مسيرتي المهنية لم تكن فيها المعادن موضوعاً يتحدث عنه الناس، لكن هذا الأمر انعكس تماماً حالياً".

حمل تطبيق eDahab

ابق على اطلاع بآخر أسعار الذهب والعملات على جهازك المحمول.

Download eDahab from play store Download eDahab from app store