
أسعار الذهب تواصل الصعود لمستويات قياسية بعد كسرها مستوى 4200 دولار
تجاوزت أسعار الذهب مستوى 4200 دولار أمريكي للأونصة لأول مرة خلال تعاملات يوم الأربعاء 15 أكتوبر/ تشرين الأول، مواصلةً ارتفاعها القياسي، مع الحصول على الدعم من رهانات خفض معدلات الفائدة الأميركية واللجوء إلى الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسية.
وزادت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.3% إلى 4292.6 دولار للأونصة، بعد وصولها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 4217.95 دولار في وقت سابق من التعاملات.
من جانبه، علق محلل السوق في City Index وFOREX.com، فؤاد رزاق زادة: "شهد المعدن الأصفر ارتفاعاً حاداً، ولا يبدو أنه سيتوقف... مع تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الأيام القليلة الماضية، أصبح لدى المستثمرين سبب أكبر للتحوط من استثماراتهم طويلة الأجل في الأسهم من خلال تنويع استثماراتهم في الذهب"، بحسب وكالة رويترز.
وزادت أسعار الذهب بأكثر من 60% منذ بداية العام الحالي، بدعم من عدد من العوامل، تتضمن التوترات الجيوسياسية، ورهانات خفض معدلات الفائدة، وعمليات شراء من البنوك المركزية، والتخلص من الدولار، وتدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة.
وقال رزاق زادة: "مع اقتراب الذهب الآن من مستوى 5000 دولار، إذ يفصله عنه نحو 800 دولار فقط، لا أعتقد أنه من الحكمة المراهنة على عدم وصوله في النهاية".
وأضاف أن تصحيحاً قصير الأجل من المرجّح أن يحدث، ما قد يؤدي إلى إخراج المستثمرين الأضعف وجذب مشترين جدد عند الانخفاض.
وتراجع الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسية بعد تبني رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول نبرة تميل إلى التيسير يوم الثلاثاء، قائلًا إن سوق العمل في الولايات المتحدة لا تزال عالقة في حالة من "الركود المنخفض في التوظيف وتسريح العمالة".
وتزيد جاذبية الذهب، الذي لا يدر عائداً، في بيئات معدلات الفائدة المنخفضة، وخلال أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
ويتوقع المتداولون احتمالاُ بنسبة 98% بخفض معدل الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع الاحتياطي الفدرالي هذا الشهر، يليه خفض آخر في آخر شهور العام.
وحصل الذهب على الدعم أيضاً مع زيادة الإقبال على الملاذ الآمن، بسبب قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة تدرس قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين بعد تبادل الجانبين فرض رسوم على الموانئ خلال الأسبوع الحالي.
أيضاً تسلط الأسواق أنظارها على التطورات المتعلقة بإغلاق الحكومة الأميركية، والذي تسبب في وقف صدور البيانات الرسمية، وقد يُلقي بظلاله على قرار السياسة النقدية للفدرالي الأميركي في ظل نقص البيانات.
وعن أسعار المعادن الأخرى، زادت أسعار الفضة بنسبة 2.3% إلى 53.92 دولار.
وقال كبير استراتيجيي شركة "بيبرستون"، مايكل براون، إن الارتفاع القوي في أسعار الفضة جاء مدفوعاً بنقص المعروض في سوق لندن، والذي يتسم بـ"تراجع حاد في الأسعار الآجلة (مقارنة بالفورية)" ومعدلات تأجير قياسية، لكنه أضاف أن الارتفاع قد ينعكس سريعاً إذا خفّت حدة النقص.
أيضاً ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1647.55 دولار، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1523.66 دولار.