المجلس العالمي للذهب: زخم الاستثمار في الذهب مستمر حتى نهاية 2025 بدعم من ضعف الدولار وخفض الفائدة

توقع المجلس العالمي للذهب في تقريره الصادر اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 أن يواصل الذهب مسار الصعود والاستثمار القوي حتى نهاية العام، مدعوماً بعوامل متعددة أبرزها ضعف الدولار الأميركي، ومسار خفض أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية حول العالم.

استمرار تدفق الاستثمارات في الذهب

وقال المجلس في تقريره إن من المتوقع أن تشهد صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تدفقات شرائية جديدة قد تتجاوز المستويات التاريخية المسجلة عام 2020، مع استمرار البحث عن الأمان والتحوط من التقلبات.

وسيظل الطلب على السبائك والعملات الذهبية قوياً، خصوصاً في الصين والهند، مدفوعاً بمخاوف التضخم واهتزاز الأسواق المالية، فيما يُتوقع أن تستمر مشتريات البنوك المركزية خلال الربع الرابع من 2025، وإن كانت بحجم أقل نسبياً مقارنة بالسنوات السابقة.

البنوك المركزية توسّع مشترياتها من الذهب

كشف التقرير أن البنوك المركزية زادت مشترياتها من الذهب في الربع الثالث من 2025 بنسبة 28% مقارنة بالربع السابق، لتظل ركيزة أساسية للطلب العالمي.

• بلغ صافي المشتريات في الربع الثالث 220 طناً، وهو أعلى بنسبة 6% من المتوسط الربع سنوي خلال خمس سنوات.
• على أساس سنوي، أضافت البنوك المركزية 634 طناً من الذهب حتى الآن، وهو أقل قليلاً من مستويات 2022–2024، لكنه أعلى بكثير من المتوسط التاريخي (400–500 طن).
• توقّع التقرير أن يبلغ إجمالي المشتريات السنوية بين 750 و900 طن هذا العام.

وأشار المجلس إلى أن الدافع وراء استمرار الشراء هو تنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار الأميركي، مع زيادة احتياطيات العملات الأجنبية لدى الأسواق الناشئة، ودخول عدد أكبر من البنوك إلى دائرة المشترين، من بينها البرازيل وغواتيمالا إلى جانب كازاخستان وتركيا والصين.

الطلب العالمي على الذهب في أعلى مستوياته التاريخية

ارتفع الطلب العالمي على الذهب في الربع الثالث من 2025 إلى 1313 طناً، وهو أعلى إجمالي ربع سنوي في سلسلة بيانات المجلس منذ تأسيسه.

• قيمة الطلب قفزت 44% على أساس سنوي إلى 146 مليار دولار.
• ومنذ بداية العام، بلغ الطلب 3737 طناً بقيمة 384 مليار دولار، بزيادة 41% في القيمة مقارنة بالعام الماضي.

وسجل الذهب خلال الربع الثالث متوسط سعر فصلي قياسي بلغ 3456 دولاراً للأونصة، محققاً 13 قمة سعرية جديدة خلال ثلاثة أشهر.

وقال التقرير إن هذا الارتفاع ليس مصادفة، بل نتيجة مزيج من التوترات الجيوسياسية، وضعف الأصول التقليدية، وتزايد اعتماد المستثمرين والمؤسسات والبنوك المركزية على الذهب كملاذ آمن.

ضعف الطلب على المجوهرات رغم موسم الأعياد

رغم الطفرة الاستثمارية، أشار التقرير إلى أن الطلب على المشغولات والمجوهرات الذهبية سيظل ضعيفاً حتى نهاية 2025 بسبب الأسعار القياسية المرتفعة.

وأوضح المجلس أن الأسواق في الهند والصين قد تشهد تحسناً موسمياً محدوداً في الربع الرابع بسبب مواسم الأعراس والمهرجانات، لكنه لن يكون كافياً لتعويض الانخفاض العام في الاستهلاك.

أبرز المخاطر التي قد تواجه سوق الذهب

حذّر المجلس من أن توقعاته الإيجابية تبقى عرضة لمجموعة من المخاطر، من أبرزها:

• احتمال تصحيح فني للأسعار بعد الارتفاع الحاد الأخير.
• انحسار التوترات الجيوسياسية ما قد يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
• تحوّل المستثمرين نحو الأصول الأرخص مثل الأسهم أو العملات الرقمية.
• تطورات سعر الدولار الأميركي، الذي يظل عنصراً محورياً في قرارات الاستثمار العالمية.

وأشار التقرير إلى أن ضعف الدولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 جاء مدفوعاً بعمليات التحوط وفقدان بعض الأصول الأميركية جاذبيتها، لكنه لا يزال يشكّل ركناً أساسياً في محافظ الاستثمار الدولية.

📊 خلاصة أرقام التقرير

| المؤشر | القيمة / النتيجة | |--------|------------------| | الطلب العالمي على الذهب (الربع الثالث 2025) | 1313 طن | | إجمالي الطلب منذ بداية 2025 | 3737 طن / 384 مليار دولار | | صافي مشتريات البنوك المركزية (الربع الثالث) | 220 طن | | إجمالي مشتريات البنوك المركزية حتى الآن | 634 طن | | المتوسط السعري الفصلي للذهب | 3456 دولار للأونصة | | التوقع السنوي لمشتريات البنوك المركزية | 750–900 طن |

💬 خلاصة:
بحسب المجلس العالمي للذهب، فإن الذهب يظل في قلب النظام المالي العالمي خلال 2025، مدعوماً بضعف الدولار، ومخاطر الاقتصاد العالمي، وتوجه البنوك المركزية نحو التنويع، ما يجعل المعدن الأصفر مرشحاً لمواصلة الأداء القوي حتى مطلع 2026.