أسعار الفضة تتراجع عن مستواها القياسي مع جني المتعاملين الأرباح

تراجعت أسعار الفضة عن ذروتها التاريخية مع جني المتعاملين الأرباح وتعافي مؤشر رئيسي لقوة الدولار، كما سجل الذهب تراجعاً طفيفاً.

انخفض سعر المعدن الأبيض بما يصل إلى 2.4% إلى 57.12 دولار للأونصة، على بُعد دولارين تقريباً من المستوى القياسي الذي سجله في الجلسة السابقة.

وارتفعت الفضة لثماني جلسات متتالية حتى يوم الأربعاء، مدعومة برهانات مضاربية مرتبطة بشح الإمدادات، وتوقعات خفض تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة، وهو عامل يدعم المعادن الثمينة التي لا تقدّم عائداً.

ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري، مقياس لقوة العملة الأميركية، بنسبة 0.1% بعد تراجعه في الجلسة السابقة، وعادةً ما يؤدي ارتفاع العملة الخضراء إلى زيادة تكلفة شراء المعادن على معظم المستثمرين.

تزايد رهانات خفض الفائدة بعد بيانات الوظائف

بحسب بيانات "إيه دي بي" للأبحاث الصادرة الأربعاء، فقدت الشركات الأميركية وظائف في نوفمبر بأكبر وتيرة منذ أوائل 2023، مما زاد المخاوف من ضعف أكبر في سوق العمل.

ويسعّر متداولو المقايضات احتمالاً شبه مؤكد لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي يومي 9 و10 ديسمبر.

تضاعفت قيمة الفضة تقريباً هذا العام، متفوقةً على ارتفاع الذهب البالغ 60%، إذ يتجه المعدنان نحو أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979.

وقد أدت موجة شراء تاريخية للفضة في أكتوبر إلى تدفقات قياسية للمعدن إلى لندن، ما تسبب لاحقاً في شح الإمدادات في أماكن أخرى. كما هبطت المخزونات المرتبطة بمستودعات بورصة شنغهاي للعقود الآجلة مؤخراً إلى أدنى مستوى لها خلال عقد.

ويراقب المتداولون عن كثب احتمال فرض رسوم جمركية على الفضة في الولايات المتحدة، بعد إدراج المعدن الشهر الماضي على قائمة المعادن الحيوية لدى هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

وقال دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع في "تي دي سيكيوريتيز" (TD Securities)، إن احتمال ظهور "علاوة أميركية" دفع بالفعل كميات كبيرة من الفضة إلى مستودعات بورصة "كوميكس"، فيما يُتوقّع أن تكون السيولة محدودة إلى حين اتضاح سياسة الرسوم الجمركية الأميركية.

تدفقات صناديق الفضة المتداولة تضغط على السوق

أضاف غالي أن تدفقات خيارات صناديق الفضة المتداولة، بقيادة مستثمرين أفراد، تُحدث "تأثيراً مبالغاً فيه على الأسعار وسط هذا الفراغ في السيولة، ما يخلق هيكل سوق مواتياً لارتفاع حاد في الأسعار".

وقد قفز الحجم الإجمالي لعقود الشراء والبيع على صندوق الفضة المادي الأكثر تداولاً إلى مستوى لم يُشهد منذ موجة أكتوبر التاريخية. كما تلقّت الفضة دعماً إضافياً مع استقرار مؤشر الدولار بعد هبوطه بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة، إذ يجعل ضعف الدولار شراء المعادن أكثر سهولة لمعظم المستثمرين.

وفي أحدث تعاملات، انخفضت الفضة بنسبة 1.8% إلى 57.4333 دولار للأونصة بحلول الساعة 2:53 عصراً في سنغافورة، بعدما لامست مستوى قياسياً عند 58.9789 دولار يوم الأربعاء. وتراجع الذهب بنسبة 0.3% إلى 4207.2 دولار للأونصة. فيما سجل البلاديوم والبلاتين انخفاضاً طفيفاً.